فضاء حر

التبرير الطائفي للارهاب

يمنات
من الناحية السياسية: ما الفرق بين التفجير الانتحاري ضد الجنود في المكلا؟ والتفجير الاخر ضد المحتجين الحوثيين في صنعاء؟
كلاهما تفجيران ارهابيان، الضحايا في التفجيرين يمنيون ابرياء، من الناحية الانسانية لا يمكن ان ينفذهما الا جماعة ذات نزعات اجرامية تغطيها بالدين..
كما ان التفجيرات كانت موجودة قبل سيطرة الحوثيين وانتشارهم، فلماذا نربط بين هذا وذاك؟
لكن… سياسيا واستراتيجيا هنالك فروق يجب ان ننتبه لها:
التفجير الاول موجه من التنظيم ضد الجيش ردا علي هجمات الجيش ضد القاعده .. في كل الاحوال لا يمكن تصويره بأكثر من صراع بين الجماعة والجيش يقف فيه اليمنيون جميعا (باستثناء بعض السلفيين المتطرفين) ضد القاعدة..
الثاني موجه من نفس الجماعة لكنها هنا تحمل شعار الدفاع عن السنة، وتنفذه باعتباره صراع سني – شيعي ردا على سيطرة “الشيعة” على العاصمة وتهجير السلفيين وغيرها من الشعارات والتبريرات التي يروجها التنظيم منذ 3-4 شهور..
القاعدة في هذا التفجير تلعب على وتر المذهبية، وتحشد وراءها جموع الغاضبين والمتضررين من تحركات الحوثي .. لهذا كانت ردود الفعل تجاه تفجير المكلا واحده (الادانة والرفض)، بينما تنوعت ردود الفعل تجاه تفجير صنعاء بين رافض ومؤيد ومبرر..
هنا مكمن الخطورة في هذا التطور في حلقات الصراع في اليمن .. التبرير الطائفي للإرهاب..
في الاخير الارهاب يستهدف كل اليمنيين، لكن تفجير التحرير اليوم يحمل بذور حشد طائفي بغيض يهدد بتكرار بعض اوجه السيناريو العراقي في اليمن..
البعض يطرح تكرار سيناريو اللجان الشعبية الذي طبق في ابين، لينفذ في صنعاء بالشراكة مع اللجان الشعبية للحوثيين!! وهذا اخطر سيناريو يمكن تخيله..
لأن الوضع في ابين كان صراعا بين ابناء المنطقة من اللجان والقاعدة، اما في صنعاء فسيصور كصراع بين (الإرهاب/الجهاد) السني واللجان الشيعية..
يجب ان نخرج من اسر اللحظة العاطفية للحزن علي الضحايا لنري الواقع علي حقيقته .. حدث اليوم علامه فارقة .. واليمنيون جميعا متحدون ضد ارهاب القاعدة ولكن ليس عبر بوابة الميليشيا..
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى